كرفانات الجبوري وخيم المطلك


كرفانات الجبوري وخيم المطلك


بقلم : وسام نعمان


في العراق وحده تسمع وتقرأ وانت تتنقل بين وسائل التواصل اﻻجتماعي في الفيس بوك والتويتر نص ( # نريد كرفانات للنازحين ) ليقين المهاجر المهجر الذي اجبر على ترك داره العامرة، أن القضية ستطول وليس ثمة أفق حل قريب في ظل الشحن الذي تعيشه المحافظات المنكوبة من جهة وسيطرة ما يسمى داعش على نينوى وصلاح الدين واغلب اﻻنبار.


لسنا بصدد تحليل احتلال المحافظات اﻻن ﻻن (الفأس وقع على الرأس) ولكن اﻻستدارك سيد الموقف في واجب اليوم.




خيم تم نصبها في اقليم كردستان وغيره، وكنت احد من زار هذه الخيم التي في غالبها ﻻ تصح للسكن البشري تحت حرارة الشمس اللاهبة وعدم وجود وسائل التكييف داخل الخيمة.


آمنا بالله ورضي النازح بخيمة متواضعة وهو صاحب عز وكرم في محافظته، اطفال ماتوا، حاﻻت وﻻدة مستعصية، كبار سن، امراض مزمنة، خدمات، كانت أهم العبارات التي يسمعها من يزور المخيمات في الخازر مثﻻ وبحركه وخانقين والمخيمات الباقية ليست افضل حاﻻ.


ما يسجل هنا للتأريخ ان اول من اهتم بشؤون النازحين بعد تسنمه منصبه مباشرة هو سليم الجبوري رئيس البرلمان ، اذ قام بزيارة مفاجئة الى مخيم الخازر بصحبة عدد من البرلمانيين للوقوف على احتياجاتهم ومتطلباتهم.


وبعد القيل والقال تم تشكيل (اللجنة العليا ﻻغاثة النازحين) ونسجل تحفظنا على اللجنة رئيساً وأعضاءً ، فلم يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولم يكونوا على دراية تامة بحجم المأساة الحقيقية التي يعيشها النازحون الذين بلغ عددهم ما يقارب المليونين نازح.


تم تشكيل اللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء د. صالح المطلك الذي يخوض اليوم سباقات ماراثونية ولكن من نوع خاص تتجلى في الظهور على الفضائيات والدفاع عن نفسه ولجنته في ظل اﻻخفاقات والسرقات واﻻختلاسات التي بدأت تظهر يوماً بعد يوم .


وخلف الله على اللجنة التحقيقية برئاسة النائب آرام الشيخ محمد التي كشفت جزءا من الحقيقة لعل من اهمها الفساد المكتشف في توزيع منحة المليون دينار التي غابت عن النازحين والعراقيين والنواب على حد سواء ، هنا بالفعل تجلى الدور الرقابي الفعلي لمجلس النواب بعد إصرار رئيسه على تشكيل اللجنة.


ما يسجل هنا إسراع رئيس البرلمان في توفير كرفانات للنازحين عبر اذرعه المختلفة في مناطق النزوح وتحقق هذا بوقت قياسي وبجهد فردي في ظل حالة ركود وسبات تعيشها اللجنة العليا.


كنت شخصياً اتوقع ان يتم التغاضي عن ملفات فساد اللجنة العليا خصوصاً ان المطلك المتقلب يستطيع بالتفافه ومراوغته ان يوهم بعض المؤثرين في القضية بضرورة ترك الموضوع الذي يعتبره هو تسقيطا سياسياً .


ان التجربة المؤلمة التي يعيشها الناخب كل اربع سنوات وعضه اصابعه ندما كانت سريعة هذه المرة عبر المطلك وعبر المنكوبين من النازحين الذين عرفوا من وقف معهم او ضدهم.


ما هو مطلوب اﻵن: اﻻستمرار من قبل رئيس مجلس النواب على تبيان الحقائق وعرضها على الرأي العام العراقي والعالمي ليعرف الجميع من سرق اموال النازحين هذا من جهة ومن جهة اخرى قد تكون بادرة اللجنة التحقيقية اليد الضاربة القوية اوﻻ للفاسدين وما أكثرهم وللذين يحاولون التلاعب بمصير النازحين مستقبلا .


كنت أظن أن يتم لملمة الموضوع في ظل تسريبات تؤكد ان زيارات المطلك للجبوري في اﻻسبوع اﻻخير كان عنوانها (أرجوكم اغلقوا الملف) لكن المطلك وجد امامه واقعاً جديداً يختلف عمّا سبق ، فتم تشكيل لجنة تحقيقية كشفت بعض الحقائق والقادم اكثر واعظم وامر.


لكم الله يا نازحين ولكم الضمائر الحية المتبقية من النواب من يرغبون في تبيان الحقائق.


نشد على يد من يريد كشف الوقائع كما هي ونحذر من يريد طمسها ﻻن التاريخ ﻻ يرحم.


مسك الختام ما تم إنشاؤه من كرفانات على شكل مدارس للنازحين اقل بارقام خيالية من خيم انشأها المطلك بفساده ولجنته كذلك .. ولك الله يا عراق !







0 التعليقات:

إرسال تعليق