شفق نيوز/ ابدى وجهاء بلدة العلم الواقعة شرق تكريت الاثنين مخاوفهم من اقدام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على تصفية 40 شخصا اعتقلهم المتشددون أمس من عشيرة الجبور على غرار المجزرة التي راح ضحيتها 300 على الأقل من عشيرة البونمر في الانبار قبل أيام.
وبدأ المتشددون بحملة الاعتقالات في أعقاب إنزال شبان من عشيرة الجبور علم داعش الأسود ورفع العلم العراقي في مكانه في مؤشر على أن العشائر السنية بدأت تضيق ذرعا بالمتطرفين وتعاليمهم المتشددة للشريعة التي يطبقونها في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. 
ومن بين المعتقلين عدد من شيوخ ووجهاء بلدة العلم بينهم زعيم قبيل آل جبارة محمد الجبارة والعديد من أبناء عمومته وأفراد قبيلته.
وبالتزامن مع حملة الاعتقالات فجر المتشددون منازل شيوخ ووجهاء البلدة ولا تزال سلسلة تلغيم المنازل وتدميرها مستمرة في رد شرس من قبل المتشددين الذين دأبوا على ترهيب السكان للخضوع لحكمهم وسد الطريق أمام أي تمرد محتمل من أبناء العشائر.
وقال مواطن من سكان العلم رفض الكشف عن اسمه خوفا من تعرضه للبطش والتنكيل من قبل المتشددين لـ"شفق نيوز" إن التنظيم يهدف لإرهاب الناس.
وأضاف "الناس هنا لا يطيقون الارهابيين وهم يعرفون ذلك لكنهم يحاولون تدمير كل شيء. هم ليسوا مقاومين او ثوار هم مجرمون عرب واجانب وعراقيون يحاولون تدمير كل شيء حضاري".
وتقطن بلدة العلم غالبية من عشيرة الجبور السنية وتحديدا من عائلة الجبارة المعروفة بثراء أفرادها.
ورفضت عشيرة الجبور في العلم والضلوعية دخول متشددي داعش وقاوم مقاتلو العشيرة هجمات داعش قبل ان ينكسروا في العلم فيما لا تزال الضلوعية صامدة في وجه داعش.
وعرفت العلم ايضا بأمية الجبارة وهي سيدة اعمال وعاملة في مجال حقوق الانسان بالإضافة إلى عملها كمستشارة لشؤون الاسرة والطفل في محافظة صلاح الدين عندما قتلت وهي تقاتل في الصفوف الأمامية لمنع تقدم "داعش" نحو بلدتها.
وتساور المخاوف كثيرا مروان ناجي وهو احد شيوخ العلم ومسؤول قناة سما صلاح الدين التلفزيوني بشأن مصير 40 شخصا اعتقهم المتشددون من اقاربه في العائلة والعشيرة.
وقال لـ"شفق نيوز" ان "المختطفين لدى داعش تزداد المخاوف حولهم لان التنظيم ليس لديه عهد".
وتسود المخاوف من أن يلقى المعتقلون الأربعين مصيرا مشابها لأبناء عشيرة البونمر في الانبار حيث قضى 300 منهم على الأقل رميا بالرصاص على يد متشددي داعش ردا على مقاومتهم في قضاء هيت.
ودأب التنظيم المتشدد الذي اجتاح شمال وغرب العراق في حزيران الماضي على تصفية خصومه ومعارضيه بإطلاق النار عليهم من مسافات قريبة وترك جثثهم في العراء.
وتطوع امس نحو 300 شاب بينهم مقاتلون من عشيرة الجبور للانتشار في مناطق استعادتها القوات العراقية في بيجي شمال تكريت.
ويحتل التنظيم المتشدد نحو نصف المحافظة التي تجاور بغداد العاصمة وتبعد عن تكريت نحو 175 كلم.
وتراجع التنظيم بعد تلقي ضربات جوية من التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي مؤخرا في عدد من مدن المحافظة لكنه لا يزال يتقدم في محافظة الانبار.
لكنه لا يزال يسيطر في صلاح الدين على تكريت واجزاء من بيجي (شمالا) وكامل الشرقاط (شمالا) والعلم (شرقا) والدور (شرقا) واجزاء قليلة من بلد (جنوبا) واجزاء اخرى من الضلوعية (جنوبا).
وقال الكاتب يوسف ابو زيد وهو من اهالي تكريت ونزح إلى إقليم كردستان ان "اقدام الشباب على انزال راية داعش ورفع العلم العراقي يدل على مدى كرههم للتنظيم وعدم ولائهم له".
وأضاف في حديثه لـ"شفق نيوز": "لكن الخطوة لم تكن في وقتها الصحيح اذ كان من المفترض ان يختار الشباب الوقت الافضل لذلك".
وأشار إلى أن "انزال العلم يعني انتفاضة ضد داعش حتى وان اجهضها التنظيم بأجرامه ولكنها فضحت داعش أمام بعض الناس الذين لا يزالون يجدون ان داعش او اي شخص اخر هو بديل للحكومة العراقية التي كان يتزعمها نوري المالكي والتي انتجت ردة فعل سلبية وتسبب بتلك الكوارث جراء الشعور بالتهميش".






0 التعليقات:
إرسال تعليق